آخر الأخبار

إعلام إسرائيلي: رئيس الأركان سيقدم اليوم لوزير الدفاع خطة احتلال مدينة غزة

بنك التعمير والإسكان يعلن العودة لنظام الحجز الإلكتروني للوحدات السكنية

تحذير عاجل من الأرصاد: أجواء شديدة الحرارة وارتفاع الرطوبة خلال الساعات المقبلة

مقالات رأي

هذا المحتوى يعبّر عن رأي الكاتب وحده، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الكيان.

الترند الساقط وخطر صناع المحتوى على أبنائنا

  • 2025-08-11
  • مصطفى ناجى أحمد فؤاد

الترند الساقط وخطر صناع المحتوى على أبنائنا
مقدمة
لم يعد المشهد غريبًا على أعيننا، كل يوم نفتح وسائل التواصل لنجد في وجوهنا سيلاً من الفيديوهات الفارغة لمجموعة من صناع المحتوى، أو ما يسمون أنفسهم بـ”البلوجرز”، يقدمون كل ما هو رخيص ومبتذل، لا لشيء سوى مطاردة الترند وتحقيق المشاهدات السهلة.
الغريب أن كثير من هؤلاء لا يملكون لا ثقافة ولا قيمة مضافة، مجرد استعراض لحياتهم الخاصة، مشاهد مصطنعة ومواقف هابطة في بعض الأحيان، ورسالة واحدة تتكرر: الشهرة لا تحتاج مجهود، فقط قليل من التفاهة وكثير من الجرأة.
الضحية الحقيقية: أولادنا في قلب الخطر
وسط هذا الزحام من المحتويات الفارغة، يقف أبناؤنا كأكبر ضحايا لهذه الفوضى. الشاب الصغير والطفل المراهق يقضي ساعات طويلة يتابع مقاطع لا تحمل أي فائدة، محتويات تروج لقيم خطيرة:
الاستخفاف بالتعليم والعمل.
السخرية من كل شيء محترم.
الاستعراض الفارغ كنموذج للنجاح.
إهدار الوقت في ما لا يُفيد ولا يُعلّم.
النتيجة التي نراها أمام أعيننا: جيل لا يرى أي قيمة إلا في الشهرة، حتى لو كانت على حساب الكرامة والاحترام.
مسؤولية الأسرة تبدأ من المنزل
الحل مش في منع الهواتف أو قطع الإنترنت، لأننا لا نعيش في كوكب منعزل. الحل الحقيقي يبدأ من داخل كل بيت:
راقب أولادك وشاركهم في اختياراتهم.
وضح لهم مخاطر التقليد الأعمى لهذه التفاهات.
عرفهم بالنماذج الناجحة الحقيقية، مش أصحاب الترندات الفارغة.
شجعهم على الاهتمام بمهاراتهم، بالقراءة، بالرياضة، بأي شيء يبني فيهم قيمة حقيقية.
تكلم معاهم بوضوح، وافهم عقلهم بدل ما تسيبهم يتربوا من خلال يوتيوبر مش عارف قيمة نفسه.
لازم المجتمع يصحى قبل فوات الأوان
مش الأسرة بس المسؤولة، الإعلام له دور كبير، والمدارس لازم تبني وعي الأولاد، ومؤسسات الدولة لازم توقف المهزلة اللي بتحصل قدام عيون الناس يوميًا. مش معقول نسيب السوشيال ميديا تتحول لساحة للإسفاف بدون رادع ولا ضابط.
واخيرا:
إحنا كمجتمع مصري عمرنا ما كنا كده، عمرنا ما كنا بنقيس النجاح بعدد اللايكات ولا المشاهدات. مصر طول عمرها بلد علم وثقافة وقيم. لو فضلنا ساكتين، ولادنا هيكبروا على قيم غريبة عننا. واللي عايز يحافظ على بيته وأسرته وأخلاق عياله، لازم يبدأ دلوقتي قبل بكرة.