آخر الأخبار
مقالات رأي
هذا المحتوى يعبّر عن رأي الكاتب وحده، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الكيان.
- الصفحة الرئيسية
- مقالات رأي

الذكاء الاصطناعي والحروب الحديثه
-
2025-08-11
-
المهندس/ فؤاد خلاف
لم يعد القرار بيد البشر… بل بيد آلة تحدد من يعيش ومن يموت
الحروب الحديثة والخصوصية
لم تعد الحروب المعاصرة حروبًا تقليدية أو مجرد عمليات لملاحقة قادة وأفراد، كما نرى في إيران وغزة، بل تحولت إلى ميادين اختبار لإحدى أخطر أدوات الحرب الحديثة: الذكاء الاصطناعي.
هنا، لا يقاتل الجنود بالسلاح فقط، بل بخوارزميات تراقب وتحدد وتستهدف، ولا تخطئ إلا حين تقتل الأبرياء.
خلال السنوات الأخيرة، اعتمدت الجيوش بشكل غير مسبوق على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات، تحديد الأهداف، وتنفيذ الضربات، ما أدى إلى نتائج سريعة… وعواقب مميتة على المدنيين. ومن أبرز هذه الأنظمة:
نظام “غوسبل” (Gospel)
يحلل كميات هائلة من البيانات لتحديد مبانٍ يُشتبه بوجود عناصر مستهدفة بداخلها، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، وطائرات الاستطلاع، والمكالمات الملتقطة، وتحركات الأشخاص.
شوهد استخدامه في إيران، غزة، لبنان، وأوكرانيا.
نظام “لافندر” (Lavender)
يتتبع الأفراد عبر تحليل سلوكهم واتصالاتهم لتحديد أماكنهم وأدوارهم.
نظام “وورز داي” (Where’s Daddy)
يراقب المطلوبين داخل منازلهم، ويتعقب تحركاتهم وسط عائلاتهم، بهدف استهدافهم عند عودتهم.
ومن بين الأدوات أيضًا روبوت يتحدث العربية، يقرأ اللهجات بدقة، يحلل منشورات “فيسبوك”، ويتنبأ بردود الشارع، مع قدرة على التمييز بين اللهجات المختلفة، ما يمنح الجيوش أداة متطورة لمراقبة المحتوى وجمع المعلومات.
في كواليس الحرب الحديثة، لم يعد القرار كليًا بيد البشر؛ فالذكاء الاصطناعي يحدد الأهداف، يراجعها، ويتتبعها، بينما يكتفي البشر بإصدار الأوامر النهائية. ومع تسارع إنتاج قوائم الاستهداف، أصبحت العملية شبه آلية، تُحسم في دقائق بدلًا من ساعات.
لكن هذا التوجه السريع جلب كوارث إنسانية، إذ أسفر عن:
مقتل مدنيين بالاعتماد على توصيات خوارزميات غير دقيقة.
اعتقالات خاطئة نتيجة أخطاء في تقنيات التعرف على الوجوه.
هذا الواقع يثير مخاوف من أخطاء كارثية ناتجة عن تحيزات أو قصور في الخوارزميات، إلى جانب أسئلة أخلاقية حول الخصوصية، واتخاذ قرارات حياة أو موت دون إشراف بشري كافٍ. ورغم تطمينات الدول والجيوش، يبقى غياب الرقابة الدولية خطرًا مفتوحًا.
فهل يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة تفوق عسكري إلى مصدر تهديد بلا رادع؟