آخر الأخبار

إعلام إسرائيلي: رئيس الأركان سيقدم اليوم لوزير الدفاع خطة احتلال مدينة غزة

بنك التعمير والإسكان يعلن العودة لنظام الحجز الإلكتروني للوحدات السكنية

تحذير عاجل من الأرصاد: أجواء شديدة الحرارة وارتفاع الرطوبة خلال الساعات المقبلة

مقالات رأي

هذا المحتوى يعبّر عن رأي الكاتب وحده، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الكيان.

السياسة والشباب في مصر.. مشاركة رمزية أم تمكين حقيقي؟

  • 2025-08-12
  • اسلام احمد رأفت الجندى

السياسة والشباب في مصر.. مشاركة رمزية أم تمكين حقيقي؟
 
بقلم: إسلام أحمد رأفت الجندي
مقدمة:
نحن الشباب نمتلك الطاقة، والحلم، والحماس... لكن أين هو ذلك المكان الذي يُفسح لنا المجال لصنع القرار؟
تُعد المشاركة السياسية واحدة من الركائز الأساسية لأي مجتمع يسعى إلى التقدم، ورغم أن الشباب يمثلون أكثر من 60% من سكان مصر، فإن حضورهم الفعلي في الحياة السياسية لا يزال محدودًا، ومُحاطًا بعلامات استفهام لا تُحصى.
الحلم السياسي لدى الشباب المصري:
منذ ثورة يناير، بدأ يتشكل لدى قطاع واسع من الشباب وعي سياسي غير مسبوق. صاروا يناقشون، ويقرؤون، ويحللون المشهد العام، ويُعبرون عن آرائهم في الشأن العام، سواء في الشارع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لكن هذا الحلم ما لبث أن اصطدم بعقبات الواقع، التي تمثلت في غياب التمثيل الحقيقي، وضعف قنوات التأثير، وسيطرة الخطاب التقليدي، الذي لا يُعطي للشباب المساحة التي يستحقونها.
لماذا يشعر الشباب بالتهميش؟
رغم تعدد المبادرات والمؤتمرات الشبابية، يبقى السؤال مطروحًا: هل تُفضي هذه المنصات إلى تمكين حقيقي؟ أم أنها مجرّد واجهة شكلية؟
يُعبّر كثير من الشباب عن شعورهم بأن مشاركتهم لا تتعدى الحضور والإنصات، دون منحهم فرصة حقيقية للمساهمة في صياغة القرار، أو تمثيل وجهات نظرهم بحرية واستقلالية.
من يُمثّل الشباب فعلاً؟
في ظل غياب كيانات شبابية منتخبة بحرية، ومحدودية المشاركة الفعلية في الأحزاب، يتساءل الكثير من الشباب: من الذي يتحدث باسمنا؟
هل نحن ممثَّلون في البرلمان؟ في المجالس المحلية؟ في النقابات؟
وهل نثق فعلًا في من يُفترض أنهم يُمثلوننا؟
غالبًا ما تكون الإجابة بالنفي، وهو ما يعكس أزمة ثقة عميقة بين الشباب ومؤسسات التمثيل السياسي.
الطريق نحو مشاركة سياسية فاعلة:
لكي نخلق جيلًا سياسيًا فاعلًا، لا بد من اتخاذ خطوات عملية وجادة، تبدأ بـ:
إعادة فتح المجال العام، وتشجيع النقاش الحر دون قيود.
دعم الأحزاب الشابة، وتمويلها بشكل مستقل لضمان استمراريتها ونزاهتها.
إنشاء برلمانات شبابية منتخبة حقيقية تُعبر عن تطلعات الشباب وتُمكّنهم من التدريب على الممارسة السياسية.
إدماج التربية السياسية في مناهج التعليم بالمدارس والجامعات، لتأسيس وعي مبكر بدور الشباب في الحياة العامة.
خاتمة:
الشباب هم طاقة هذا الوطن، وليسوا مجرد موضوع للحديث أو شعارات تُرفع في المناسبات، بل يجب أن يكونوا شركاء حقيقيين في التخطيط والتنفيذ.
آن الأوان لإعادة النظر في موقع الشباب داخل المشهد السياسي، وأن نُفتح لهم الأبواب على مصراعيها، لا أن نُغدق عليهم الوعود التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ